القیاده الربانیه ومسؤولیه معالجه تبعات العمل الرسالی

بسمه تعالى
القیاده الربانیه ومسؤولیه معالجه تبعات العمل الرسالی
أکد سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) إن الله تبارک وتعالى یتکفل بالدفاع عن المخلصین من عباده ویُحبط ویٌفشِل کل محاولات أعدائهم للنیل منهم بالتشویه والتسقیط والافتراء، بل بإزاله آثارها وبتغییر قناه المضلّلین.
         وأشار سماحتُهُ (دام ظله) خلال درس تفسیر القرآن الکریم الأسبوعی الذی یلقیه على طلبه الحوزه العلمیه الشریفه بمکتبه فی النجف الأشرف فی ضوء الآیه الکریمه {لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: ۲] إلى أهمیه أن تولی القیاده الرسالیه الاهتمام بمعالجه التبعات المتوالده من العمل الرسالی لئلّا تکون عائقاً عن التبلیغ ونشر مبادئ الإسلام العظیمه وتقدمه.
         وقد ناقش خلال الدرس سماحتُهُ بعضاً من الوجوه التفسیریه التی أفادها جمله من أعلام السلف الصالح (من أعلام الطائفه) خاصه فی بیان معنى مدلول الآیه الکریمه {لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ} إذ إن المعنى المعروف من الذنب هو معصیه الله تعالى وإن المغفره هی رفع استحقاق المؤاخذه والعقاب، ولا یمکن بمجال فهم الآیه الکریمه على ظاهرها، لأنها تنسب صدور الذنوب من النبی (صلى الله علیه وآله) ولأننا نعتقد انه (صلى الله علیه وآله) معصوم منها على جمیع المستویات الصغیره والکبیره قبل النبوّه وبعدها بحسب الأدلّه العقلیه والنقلیه وقد أدبّه ربه بقوله تعالى {قُلْ إِنِّی أَخَافُ إِنْ عَصَیْتُ رَبِّی عَذَابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ} [الأنعام: ۱۵] کما أنه على هذا المعنى لا یبدو الارتباط بین الفتح وغفران الذنوب مع ما یمکن أن یقال بأنّ التعهد بمغفره ما تأخر من الذنوب أی المستقبلیه التی لم تقع أغراءٌ بالمعصیه.
         وقبل نهایه الدرس خَلُص سماحتُهُ إلى نتیجه مفادها إن المناسبه بین الفتح ومغفره الذنب مبنیّه على المعنى الواسع للذنب، فإن المستکبرین وأصحاب الامتیازات یعتبرون مواجهه النبی (صلى الله علیه وآله) وخروجه على نظامهم الاجتماعی وسعیه الدؤوب لتحریر الناس من استعبادهم ما تسبب فی قتل ساداتهم وإذلالهم، من أعظم الذنوب لذلک فهُم یشنون علیه الحرب بکل أشکالها العسکریه والاقتصادیه والإعلامیه والاجتماعیه، ویمارسون أقذر أسالیب التشویه والتسقیط والافتراء لإبعاد الناس عنه، فلمّا فتح الله تعالى لنبیّه فی الحدیبیه وما تلاه من فتح مکه، تلاشت کل تلک الحروب وظهر زیف الادعاءات وانکشف حقیقه الإسلام ونبیّهُ العظیم لکل المغفلین والمُظلّین ومحا الله تعالى آثار کل تلک الذنوب التی نُسِبت إلیه (صلى الله علیه وآله) وفق القوانین الظالمه للمشرکین.
         أما دلاله المغفره المذکوره فی الآیه فالظاهر انها على نحو الوعد ولیس الحکم والالتزام أی على نحو شرط الفعل ولیس شرط النتیجه لحاجتها إلى الاستغفار المستمر وإلا فإنه لا یبقى موضوعٌ لقوله تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِکَ وَلِلْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: ۱۹] وبذلک یندفع إشکال الإغراء بالمعصیه.
         والمراد بما تأخر التبعات الاجتماعیه اللاحقه التی تحصل بسبب استمرار الرساله المبارکه وأتباعها وأضرارها على إصلاح الواقع الفاسد، فتحصل تلقائیاً تبعات جدیده.
         وفی ختام درسه التفسیری لفت سماحتُهُ إلى أن الأجوبه المتقدمه کانت بلحاظ ما ورد من إشکال على الآیه الکریمه {لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ}، إذ إن الإشکال یکون أوسع واضح وسیحتاج حینئذٍ إلى أجوبه أخرى فی موارد إقرار المعصومین (علیهم السلام) واعترافهم الوارد فی الادعیه والمناجاه، وکان سماحتُهُ قد قدّم عشره أجوبه لفهم مثل هذه الکلمات فی محاضره سابقه.

 

Add A Knowledge Base Question !

+ = Verify Human or Spambot ?

آخر الأخبار