کیف یمکننا تدارک الغفله والنسیان قبل ان توضع الموازین القسط فی عرصات القیامه؟

کیف یمکننا تدارک الغفله والنسیان قبل ان توضع الموازین القسط فی عرصات القیامه؟
الأربعاء ۱۸ ذو القعده الحرام ۱۴۴۴
الموافق ۷-۶-۲۰۲۳
أکّد سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) على حقیقه ستکون ماثله أمام أعین الناس جمیعاً فی یوم القیامه وهی أن الله سبحانه وتعالى احصى أعمالهم بکل تفاصیلها الدقیقه.
 جاء ذلک خلال درس تفسیر القران الکریم الاسبوعی الذی یلقیه على جمع من طلبه الحوزه العلمیه بمکتبه فی النجف الاشرف، فی ضوء تفسیر الآیه المبارکه {أحصاه الله ونسوه} [المجادله: ۶].
ولفت سماحته (دام ظله) الى ان الآیه المبارکه یمکن ان تُفهم باتجاهین:
الاول: إن الله سبحانه وتعالى یحصی الأعمال الصالحه فتحصل لأصحابها مفاجأه ساره، لأنهم سیرون أنه سیثیبهم بما لم یخطر ببالهم على أعمال لم یکونوا یحتسبونها او إنهم نسوها او تناسوها تواضعاً لله وحذراً من العجب والریاء، لأن من صفات العاقل العارف بوظائف العبودیه أنه لا یرى لنفسه وزناً امام عظمه الخالق ونعمه الجلیله، مشیراً الى بعض الآیات الکریمه والروایات الشریفه التی تصلح ان تکون من تطبیقات هذا المعنى، فیکون فی الآیه الکریمه على هذا الأساس تطمین لکل من یؤدی عملا حسناً انه بعین الله تعالى.
الثانی: إن الله سبحانه وتعالى یحصی الاعمال السیئه وسیفاجأ اهل المعاصی والتقصیر بالنتائج المؤلمه لأعمالهم التی نسوها ولم تبقَ إلا تبعاتها او لعدم اکتراثهم بها ولغفلتهم عما صدر منهم من الاقوال والافعال مستشهداً لهذا المعنى بعده آیات قرآنیه کریمه، منها قوله تعالى {لقد کنت فی غفلهٍ من هذا فکشفنا عنک غطاءک فبصرک الیوم حدید} [ق :۲۲]، مشیراً الى أن الکلام فعلاً یکون فی هذا القسم الثانی لأنه مقتضى السیاق القرآنی وإن کانت الآیه عامه کما تقدم.
 واوضح سماحته (دام ظله) أن سبب المفاجأه والدهشه التی ستصیب الناس یومئذ هو نسیان اعمالهم وعدم ضبطها، لافتاً الى أن هذا النسیان له اسباب عدیده عرض لبعضها مستنطقاً الآیات الکریمه ومستشهداً بالأحادیث الشریفه، منها:
۱- الجهل فقد لا یعرف الانسان ان هذا الفعل محرم فیرتکبه بسبب عدم تفقهه فی امور الدین.
 ۲- الغفله وعدم المراقبه، فمن ترک المراقبه لنفسه کان عرضه للوقوع فی الحرام.
۳- تعمد فعل الحرام تهاوناً او عصبیه او اتباعاً لهوى أو غیر ذلک، فیطبع الله على قلبه فلا یبصر افعاله.
۴- استصغار شأن بعض الذنوب وقد ورد التحذیر الشدید من هذا الفعل.
۵- عدم معرفه السنن الإلهیه الجاریه فی الخلق والتی منها (إن الحسنات یذهبن السیئات).
 ثم ختم سماحته (دام ظله) حدیثه بذکر العلاج لحاله النسیان هذه من خلال إجراءات عده وردت عن اهل البیت (علیهم السلام) منها:
 ۱- الاستغفار المستمر وطلب التوبه مما یعلم ومما لا یعلم من الذنوب والمعاصی.
 ۲- اداء الصلوات فی اوقاتها لأنها کفاره لما بینها ولأن فیها تذکیراً بالله تعالى وعوده الیه.
 ۳- الإکثار من الطاعات لأن الحسنات یذهبن السیئات.
۴- تجنب الغفله لأنها الاصل فی الوقوع بالمعاصی.
 ۵- محاسبه النفس یومیاً لأن المحاسبه والتدقیق والمراجعه تکشف اموراً یُغفل عنها لو لم یُجر هذه المحاسبه.

 

Add A Knowledge Base Question !

+ = Verify Human or Spambot ?

آخر الأخبار