أکدّ سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) على دعوتهِ السابقه بإنشاء وزاره مختصه لتنظیم شؤون الزیارات الملیونیه، وترتیب أوضاع الزوار الوافدین من الخارج الى بلدنا العزیز([۱]).
جاء ذلک خلال استقبالهِ لعده وفود وشخصیات من مختلف الجنسیات، ممّن تشرفوا بزیاره العتبات الطاهره للأئمه المعصومین (علیهم السلام) خلال أیام الزیاره الأربعینیه المبارکه بمکتبه فی النجف الأشرف.
وأشار سماحتُهُ (دام ظله) الى التطور والازدهار الذی شهِدتهُ الزیاره الأربعینیه لهذا العام من جهه الکم، حیث تزایدت أعداد الزوار بشکل ملفت، ومن جهه الکیف، حیث کانت الشعائر والفعالیات الواعیه التی أقیمت متمیزه ومتنوعه بفضل الله تعالى.
وفی هذا السیاق أعتبر سماحتُهُ (دام ظله) أن الزیاره الأربعینیه کانت بمثابه تمرین تعبوی یبیّن بوضوح إستعداد الشیعه والموالین للحضور والاجتماع على هذه الأرض الطاهره لتلبیه دعوه الأمام المهدی (علیه السلام) حینما یأذن الله تعالى بالظهور والفرج، فإن الروایات تشیر الى أن الشیعه والموالین سیحضرون من کل أنحاء العالم ویجتمعون على هذه الأرض المبارکه لنصرتهِ (علیه السلام)، وقد تساءل بعضهم کیف یحصل ذلک، وقد أصبح السفر بین الدول خاضعاً لقوانین وموانع، لکن اجتماع الملایین فی الزیاره الأربعینیه من ثمانین دوله تقریباً خیر مثال لتقریب هذه الفکره.
وقال سماحتُهُ (دام ظله): بالرغم من التعب والمعاناه والصعوبات التی تخللت أیام الزیاره، إلاّ أن الزوار کانوا مأنوسین بذلک، ویغمرهم الفرح والسرور، لأن هذه الأیام مفعمه بالأجواء المعنویه، فکانت حاله مثالیه وروحیه متمیزه عاشها الزوار الکرام، تختلف عن کل أیام السنه، لم نجد لها مثیلاً الا فی ما یحلم به الفلاسفه فی المدینه الفاضله او المثالیه، ونسأل الله تعالى التوفیق لأداء حق هذه النعمه وشکرها والثبات والاستمرار علیها.
کما أشاد سماحتُهُ (دام ظله) بکرم الضیافه والخدمات والتسهیلات التی قدمها العراقیون.. وبالجهود المتمیزه التی تنافسوا وتسابقوا فی تقدیمها لضیوفهم الکرام، ومن هذه الخدمات ما لا یخطر بالبال وذکر مثالاً علیه ذلک الرجل الشهم الذی لم یکن یملک ما یقدّمهُ لضیافه الزوار، فوقف قرب الزوار وجعل جسمه ظلاً لهم عن حراره الشمس، وقد بکى جمع من الحاضرین لهذه العواطف الجیاشه.
ورجا سماحتُهُ (دام ظله) العذر من الزوار الوافدین من جمیع أنحاء العالم، إن حصل تقصیرٌ أو خلل فی تقدیم الضیافه والخدمه، فالعراقیون قدموا کل ما باستطاعتهم وبذلوا کل ما بوسعهم لأجل تکریم ضیوفهم وخدمتهم وبحسب الامکانات الذاتیه المتاحه.