تصرّف مشین لبعض النساء عند وفاه قریب لهنّ
بسمه تعالى
تصرّف مشین لبعض النساء عند وفاه قریب لهنّ
برزت مؤخراً حاله لم تصل إلى مستوى الظاهره الاجتماعیه لکنها على أی حال یجب التنبیه علیها ومنعها لئلّا تتسع، وهی أنه عندما یموت شخص فإن جمعاً من النساء القریبات منه یجتمعن عند جنازته فی المستشفى ویرفعن أصواتهن بالعویل والبکاء ویمزّقن بعض ثیابهن لإظهار الجزع على المصاب ویطلقن کلمات للتعبیر عن ألمهنّ لفقد عزیز علیهن، وکل ذلک یحدث أمام ذویهن من الرجال من دون أن یحرکوا ساکناً أو یتدخلوا لمنعهن، وهذه التصرفات کلها من تسویلات الشیطان فإن غرضه إیقاع الناس فی المعاصی حیث یخدع المرأه بأنها لابد أن تقوم بهذه الأفعال وتبالغ فیها لتظهر فجیعتها وشده مصابها لفقد عزیزها، وفی هذا الفعل عده محرمات ترتکبها المرأه :
۱- إظهار أجزاء مما یجب ستره من بدنها أمام الرجال الأجانب.
۲- الجزع فی المصیبه وهو منهی عنه شرعاً ومحبط للثواب فأن المؤمنین الصادقین {إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِیبَهٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ} [البقره : ۱۵۶] أما الجازع فانه یحمّل نفسه أوزاراً فوق مصیبته، وعلینا أن نلتفت إلى حقیقه بیّنها الحدیث الشریف عن الامام الصادق (A) قال (أما إنک إن تصبر تؤجر، وإلاّ تصبر عرض علیک قدر الله الذی قدّر علیک وأنت مأزور)، فالمصائب والبلایا قدر الإنسان فی هذه الدنیا فعلیه أن یجعلها سبباً لنیل الأجر والثواب والقرب من الله تعالى بالصبر والتسلیم والاحتساب عند الله تعالى، ولا تکون سبباً لوقوعه فی المعاصی فیضیف مصیبهً إلى مصیبته.
۳- التعدّی على حقوق الآخرین فإن المستشفى ودائره الطب العدلی ونحوها من المؤسسات الصحیه هی للخدمه العامه فلا یجوز مخالفه أنظمتها وقوانینها ولا التشویش على العاملین، مما یعرقل عملهم فی خدمه المواطنین.
فالمرجو من أخواتنا المؤمنات الصبر والاحتساب واتباع وصیه الامام الحسین (A) لأخته العقیله زینب (B) عند وداع النسوه یوم عاشوراء (یا أُختاه إنی أقسمتُ علیکِ ، فأبِرّی قَسَمی لا تَشُقّی عَلَیّ جَیباً، ولا تَخمشی علیّ وجهاً، ولا تَدعی علیّ بالویل والثُبور إذا أنا هلکتُ)[۱].
والمأمول من الرجال الغیارى عدم السماح للنسوه بالقیام بمثل هذه التصرفات.
وقانا الله تعالى وإیاکم کل سوء وجنّبنا معصیته.
محمد الیعقوبی
۳/ شهر رمضان/ ۱۴۴۳
۵/۴/۲۰۲۲
[۱] – تاریخ الطبری ج ۵: ص ۴٢٠ ، الإرشاد – الشیخ المفید – ج ٢ – ص ٩۴ .