المرجعیه والعملیه السیاسیه
* کیف تنظرون الى الانتخابات کحل للوضع الامنی المضطرب فی العراق وهل ستعمل الانتخابات فی حاله نجاحها على تحسین الوضع الامنی؟
– ان کانت هناک اراده جدیه لدى الاطراف التی تحمل السلاح لاخراج المحتل، فان الانتخابات هی خیر مخرج للظرف الذی یعیشه الشعب العراقی، على اعتبار ان الانتخابات ستوفر حکومه وطنیه یستطیع العراقیون من خلالها مطالبه المحتل بالخروج من البلد، وان لم یکن لدیهم الاراده الجدیه فی ذلک واستمروا فی التخریب والافساد فلا یسع الحکومه المنتخبه الا مواجهتهم بالمثل ضمن الحدود الشرعیه ، وهنا لابد من التذکیر بتجربه الجزائر عندما اختارت بعض الاطراف ان تلجأ الى الحلول العسکریه والقتال المسلح ضد الحکومه على اعتبار انها سلبتها حقوقها الانتخابیه ، واستمرت الحرکه المسلحه فی الجزائر اکثر من ست او سبع سنوات الا انها لم تجد نفعاً بعدها رضخت الى الحل السیاسی ، لذا فان تجربه الجزائر هی خیر دلیل على فشل الحل العسکری، ومع علمنا بعدم وجود رغبه جدیه لدى هذه الاطراف للتوصل الى حل الا اننا نعتقد ان الانتخابات خطوه یجب ان تتخذ لسحب البساط من تحت اقدام هؤلاء، لانها ستؤدی الى تشکیل حکومه منتخبه من قبل اغلبیه الشعب العراقی.
* حدیث الانتخابات والعملیه السیاسیه والاحداث التی یمر بها العراق والعالم الاسلامی بشکل عام، یفرض على المرجعیه الدینیه تحدیات جدیده ، کیف یمکن مواجهه هذه التحدیات برأیکم؟
– التحدیات التی یشهدها العالم الآن تفرض على المرجعیه الدینیه ان تتبنى مشروعا یوازی حجم التحدیات الجدیده، ومن جانبنا فقد بدأنا بوضع مثل هذا المشروع الذی ارتکز على عده مفاصل منها جماعه الفضلاء وحزب الفضیله والروابط النسویه وجامعه الصدر الدینیه، إذ یؤدی کل مفصل دوره المرسوم له فی هذا المشروع سواء على الصعید الدینی او الاجتماعی او السیاسی، الا اننا لم نصل بهذا المشروع حتى الآن الى مرحله النضج، لاننا فی بدایه الطریق ولکننا نأمل ان یلبی هذا المشروع من خلال تطویره جزءاً من متطلبات هذه المرحله والمراحل المقبله.
* کما نعلم ان المرجعیه الدینیه تعتمد على الاعلمیه فی الفقه فقط، وهو المنهج السائد منذ عشرات السنین ، الا ان المتغیرات التی تمر بها الآن تفرض على المرجعیه ان تکون على درایه بکثیر من الأمور غیر الفقه، فهل ترون ان شخصاً بمفرده وهو المرجع الدینی یمکن ان یلبی کل هذه الاحتیاجات؟
– من الطبیعی ان المقاییس السابقه لم تعد کافیه فی تحدید القیاده الرشیده للامه، وهذا الامر لم نبتدعه نحن وانما هی مصادیق للعناوین الاصلیه، فالقرآن الکریم عندما دعا المسلمین الى التسلح امام اعدائهم کان السلاح هو السیف الا اننا الیوم لا یمکن ان نسلح بالسیف فقد ظهرت مصادیق جدیده للسلاح کالبندقیه او الدبابه والصاروخ کذلک ، فان هناک مصادیق جدیده للمرجعیه یجب النظر الیها حسب ما تقتضیه الظروف، اذ لم یعد المرجع قادراً بنفسه على مباشره جمیع الأمور لان المسؤولیات تعددت والتعقیدات التی ظهرت فی الحیاه لیست کما کانت فی السابق، لذا فان اللجوء الى تشکیل مؤسسات وجمعیات یمکن ان یفی بهذا الغرض، ولکن یبقى الفقیه هو قمه الهرم فی ذلک مع وجود وکلاء له ومستشارین للتخفیف من العبئ الواقع علیه.
* اکثر من نلتقی بهم ینتظرون من المرجعیه ان تحدد لهم قائمه لینتخبوها، الا ترون فی ذلک تحجیما لدور الجماهیر فی الاختیار من خلال وعیهم وادراکهم؟
– هذه المسأله لها اسباب اهمها ان تجربه الانتخابات فی العراق هی التجربه الاولى لذا فان قله الخبره عند العراقیین جعلت الجماهیر بحاجه الى من یدلها على الاختیار الاصلح ولهذا فاننا نعطی العذر للجماهیر فی ذلک، اما السبب الثانی فهو ان الثقافه الشیعیه مبنیه على الرجوع الى المرجعیه الدینیه فی جمیع الأمور، ومع ذلک فان المرجعیه تطمح الى ان یرتفع مستوى الوعی لدى الناس بحیث تختار الجماهیر من یمثلها دون الرجوع الى من یرشدها ، لان هناک فرقا بین وجوب الرجوع الى الفقیه فی المسائل الشرعیه التی یکون الالتزام بها واجبا لأنها من الفروض الدینیه ، وبین القضایا التی تخص الناس وشؤونهم أی السلطه التنفیذیه والتی کان رسول الله صلى الله علیه وآله نفسه یلجأ فیها الى التشاور مع أصحابه لأنها من المسائل التی تخص شؤون الشعب ومصالحه ، قال تعالى : ((وأمرهم شورى بینهم)) فضمیر (هم) یعود الى الشؤون الحیاتیه الراجعه إلیهم .
* هل تعتقدون سماحتکم من خلال کل هذه الظروف أن التجربه الإسلامیه یمکن أن تنجح فی العراق ؟
– للنظام الإسلامی تجارب عدیده والنجاح والفشل یرتبط بنوع التجربه المراد تطبیقها ، ونحن نرى أن النظام الدیمقراطی فی حاله تطبیقه بشکله الصحیح ووصول اشخاص أکفاء الى الحکومه فهو یحتوی على ۸۰% مما تمنحه التجربه الإسلامیه ، أما بالنسبه للنظام الإسلامی المطبق فی ایران فإن فرصه نجاحه ضئیله فی العراق کما أن فرصه القناعه به ضئیله أیضاً ، وثانیاً لأن الخط العام للحوزه العلمیه فی النجف بمجمله یسیر ضمن الخط الذی لا یؤمن بولایه الفقیه ، واکثر الاتباع فی العراق هم اتباع هذا الخط وقد أدى هذا الى عدم تبلور نظریه ولایه الفقیه فکریاً وعملیاً، ومع ذلک فان هذه القناعه یمکن ان تزداد لدى الأمه مع زیاده وعیهم والتفاتهم إلى قیادتهم الحقیقیه وفشل الحلول الأخرى.