المرجع الیعقوبی یدعو الى الرجوع الى القواعد التی وضعها الله تعالى ورسوله (ص) وأئمه اهل البیت (ع) فی ترشید العلاقه مع الآخر من أجل حفظ کرامه المجتمع المسلم وتنزیهه عمّا یشینه

بسمه تعالى
المرجع الیعقوبی یدعو الى الرجوع الى القواعد التی وضعها الله تعالى ورسوله (ص) وأئمه اهل البیت (ع) فی ترشید العلاقه مع الآخر من أجل حفظ کرامه المجتمع المسلم وتنزیهه عمّا یشینه

 

۱۱ ذو القعده الحرام ۱۴۴۴
الموافق ۳۱/۵/۲۰۲۳
حذّر سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) من المشاریع الماکره التی یصنعها الأعداء فی کل زمان ضد مذهب مدرسه أهل البیت (علیهم السلام) وأتباعها من أجل تطویق وعزل الائمه (علیهم السلام) وشیعتهم عن بقیّه الامه وإثاره الناس علیهم بمختلف الوسائل.. فلا ینتشر التشّیع وتضیق مساحته بالرغم مما فیه من قابلیه التأثیر والاقناع (فإن الناس لو علموا محاسن کلامنا لاتبعونا)[۱] جاء ذلک خلال درس تفسیر القرآن الکریم الأسبوعی الذی یلقیه على جمع من طلبه الحوزه العلمیه بمکتبه فی النجف الاشرف، والذی تزامن هذا الأسبوع مع مولد الامام الرضا (علیه السلام) وکان فی ضوء الآیه الکریمه {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَیْرِ عِلْمٍ} (الأنعام: ۱۰۸).
وأکّد سماحتُهُ (دام ظله) على ان هذه المشاریع (مشاریع اعداء الإسلام) تتجدد فی کل زمان وقد بیّنتها جمله من الروایات الشریفه، وخاصه الروایه[۲]، الوارده عن الامام الرضا (علیه السلام) (ونحن الان نعیش ذکرى ولادته المبارکه) والتی تشیر الى أن اعداء أهل البیت (علیهم السلام) عمدوا لدس ثلاث اشکال من الروایات من أجل تحقیق عده مشاریع وهذه المشاریع أعدت لتحقیق أهداف خطیره، منها خلق قاعده شعبیه (فی اتباع أهل البیت (علیهم السلام)) تمیل الى العاطفه والاندفاع، وتتقبل کل طرح یعزّز هویتها ویمیزها عن الاخرین لأنهم یرون العلاقه مع الآخر علاقه صراع وجود، وهذا الصراع یستفید منه بعض المتصّدین تحت هذا العنوان لترسیخ زعامتهم وهیمنتهم.
ومنها (من تلک الاهداف) التی تدفع باتجاه استفزاز المغالین المنتسبین لأهل البیت (علیهم السلام) فیدفعونهم باتجاه الغلو أکثر.. لأنهم یستمدون حماسهم من مخاصمه المقصرین، فیخرج المغالون عن حدّ الوسطیه والاعتدال الذی أمر الله تعالى به {وَکَذَلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أُمَّهً وَسَطًا} (البقره: ۱۴۳) فیعادون الجمیع حتى إخوانهم فی العقیده إذا لم یشارکوهم فی تطرفهم، وهی نتیجه طبیعیه لمن یعتمد الثقافه الحماسیه غیر المبنیه على الدلیل المعروف فی المصطلح بالشعبویه.
ومنها ایضاً إثاره الناس وتعبئتهم ضد اتباع أهل البیت (علیهم السلام) وذلک بذکر مثالب خصوم أهل البیت (علیهم السلام) (فی الروایات الموضوعه) وَنشرها مع ما فیها من منقصه على کبرائهم لتصل الى شیعه أهل البیت (علیهم السلام) فیتداولونها بعاطفه وحماس واندفاع وینشرونها فینفر الناس منهم ویؤدی الى رده فعل جاهله حمقاء ضد شیعه أهل البیت (علیهم السلام) للانتقام منهم وتکفیرهم واستئصالهم.
ودعا سماحتُهُ (دام ظله) الى الاستفاده من هذا الدرس العمیق فی علمی السیاسه والاجتماع لترشید علاقتنا فی بیتنا الداخلی وعلاقتنا مع الاخرین، لافتاً الى ان الآیه الکریمه بیّنت أدباً من آداب الإسلام الراقیه لحفظ کرامه المجتمع المسلم ولتنزیهه مما یشینه، وهو الترفع عن سب الآخر والاکتفاء بدعوته الى الحق بالحجه والبرهان.. مشیراً الى ان النهی عن السب یتسع الى سائر الرموز المقدسه لدى الاخر، لأنه سیدفعه الى النیل من أولیاء الله الصالحین.
وأکّد سماحتُهُ فی نهایه درسهُ على ضروره الرجوع الى القواعد التی رسمها الله تعالى ورسوله (صلى الله علیه واله وسلم) وأئمه أهل البیت (علیهم السلام) فی التعامل مع الآخرین فإنه هو الحق {فَمَاذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} (یونس: ۳۲).

 


[۱] – عیون اخبار الرضا.
[۲] – ….. قال الرضا (علیه السلام): یا ابن أبی محمود إن مخالفینا وضعوا أخباراً فی فضائلنا وجعلوها على أقسام ثلاثه: أحدها الغلو، وثانیها التقصیر فی أمرنا، وثالثها التصریح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلو فینا کفّروا شیعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبیتنا، وإذا سمعوا التقصیر اعتقدوه فینا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عز وجل: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَیْرِ عِلْمٍ} …. عیون أخبار الرضا: ۱/ ۲۷۲.

Add A Knowledge Base Question !

+ = Verify Human or Spambot ?

آخر الأخبار