المرجع الیعقوبی خلال استقباله السفیر الیابانی فی العراق: الاسلام یدعو الى الوسطیه والاعتدال ومحبه کل الناس على اختلاف دیانتهم
بسمه تعالى
الثلاثاء: ۱۵ شوال ۱۴۴۳ هـ ۱۷/۵/۲۰۲۲ م
استقبل سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) سعاده سفیر الیابان فی العراق بعد أن أدى مراسیم الزیاره لضریح أمیر المؤمنین (علیه السلام)
وأثنى الضیف على الدور المهم والمؤثر للمرجعیه الدینیه فی حرکه المجتمع، والعمق الحضاری للعراق فهو مهد الحضارات وأصلها، کما تحدث عن مساعدات الیابان للعراق فی تدریب الکوادر وتأهیلها حیث بلغ عدد من استفادوا من هذه البرامج التی نُظمت فی العراق أو الیابان حوالی عشره آلاف فی شتى المجالات، کما ذکر مبالغ بملیارات الدولارات قدّمت للعراق کمنح وقروض لإنشاء مشاریع البنیه التحتیه والطاقه والخدمات.
ومن جانبه فقد أثنى سماحه المرجع على النهضه العلمیه والتکنولوجیه والاقتصادیه لدوله الیابان حیث أصبحت فی مقدمه الدول المتقدمه بعد أن نفضت عنها غبار الحروب، وشکر سماحته المساعدات التی أشیر الیها وأکد على تأهیل الکوادر العراقیه لإداره حکم رشید فی البلاد یحسن إداره الثروات العظیمه المتنوعه الموجوده فی العراق ویوظفها فی إعمار البلد وتوفیر الحیاه الکریمه الطیبه للشعب وهو ما نفتقده مع الأسف، لان فقدانه هو أصل مشاکلنا.
ثم استأذن سعاده السفیر فی توجیه بعض الأسئله تناولت عده قضایا:
(منها) تصاعد القتال باسم الدین وظهور الجماعات المتطرفه کالقاعده وداعش، فنفى سماحته أن تکون هذه الایدیولوجیات مستمده من الدین لأنه یدعو الى الوسطیه والاعتدال ومحبه کل الناس وإن اختلفوا معهم فی الدین،
وکان قاده الاسلام کرسول الله (صلى الله علیه وآله) وأمیر المؤمنین (علیه السلام) على درجه عالیه من العطف والأبویه مع جمیع الناس وتعاملوا مع أعدائهم بالعفو والصفح ونسیان الماضی کما تعامل النبی (صلى الله علیه واله) مع العدو اللدود قریش عقب فتح مکه، أما أجندات التکفیر والقتل والعنف فهی من صنع جهات سیاسیه دولیه ومحلیه لتحقیق أغراض معینه، وهؤلاء الارهابیون أدوات بأیدیهم یحرکونهم بالاتجاه الذی یریدون، ویساعد على نمو هذا الإرهاب واقناع الکثیر من الشباب به فساد الانظمه الحاکمه واستبدادها وعدم إصغائها لمطالب الشعب، فتحصل فجوه بین الحکومه والشعب وتزداد النقمه على المتسلطین مما یوفر بیئه لانتشار هذه الافکار المنحرفه.
(ومنها) عن الدور السیاسی للحوزه العلمیه، حیث أکّد سماحه المرجع على امتناع علماء الدین من التدخل فی تفاصیل العمل السیاسی والابتعاد عن أی موقع فی السلطه لان وظیفتهم أسمى من ذلک، حیث یصبون اهتمامهم على هدایه الناس وتکمیلهم بفضائل الاخلاق وإرشادهم الى السلوک العفیف وتحقیق الاغراض النبیله، ویجدون من واجبهم تقدیم النصح والإرشاد للقاده السیاسیین وحثهم على بذل الوسع فی تحقیق العداله الاجتماعیه وحبّ الناس والاحسان الیهم، ویرفضون بشده وقوع الظلم على أی أحد والاستئثار بثروات الشعب وسوء التصرف فیها وحرمان الناس من حقوقهم التی اقرّها الله تعالى وحکماء البشر.
کما أشار سماحته الى أن سبب تردی الاوضاع السیاسیه والاقتصادیه والاجتماعیه والاخلاقیه هو بسبب الاعراض عن تفعیل توجیهات المرجعیه الدینیه، لکننا لم نفقد الأمل بوجود جیل متحضر یقود الأمور بحکمه ویصلح الأوضاع بإذن الله تعالى.