المرجع الیعقوبی: الرد الحاسم على أعداء القرآن الکریم
بسمه تعالى
المرجع الیعقوبی: الرد الحاسم على أعداء القرآن الکریم
الجمعه ١٨ ذی الحجه الحرام ١۴۴۴
الموافق ٧/٧/٢٠٢٣
دعا سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) المؤمنین الى اتخاذ مواقف وإجراءات ضمن استراتیجیه ثابته وواضحه الأهداف من أجل تحویل مکائد ومخططات اعداء الاسلام التی تهدف الى النیل من کیان الدین الاسلامی الى انتصار حقیقی تظهر من خلاله الصوره الناصعه للدین وتزیده رسوخاً فی النفوس والعقول الحرّه.
جاء ذلک خلال کلمه ألقاها فی حشود المؤمنین من زوار الامام أمیر المؤمنین (علیه السلام) الذین وفدوا للتهنئه بحلول عید الغدیر الأغر بمکتبه فی النجف الأشرف.
وشکر سماحتُهُ (دام ظله) فی مطلع کلمته جهود کل الذین دفعتهم غیرتهم على المقدسات الى المساهمه بإخلاص فی الفعالیات المتنوعه للدفاع عن القرآن الکریم وإظهار مکانته السامیه مؤکداً ان الخزی والذل والهوان سیطال کل من انتهک حرمه القرآن سواء کانوا حکومات او مؤسسات او أفراد، فإن افعالهم الشنیعه اظهرت وجوههم القبیحه ونوایاهم الخبیثه التی کانوا یزینوها بشعارات زائفه کالحریه وحقوق الانسان وحریه التعبیر عن الرأی وغیر ذلک. وقد اظهرت اضطرابات فرنسا الحالیه کذب ادعاءاتهم وانقلاب مواقفهم الى النقیض حینما وصلتهم النار وهددت کیانهم..
لافتاً الى ضروره ان لا تقتصر ردود الافعال على حدود العواطف والانفعالات الثوریه التی لا تدوم، فإن ذلک مما یراهن علیه الاعداء الذین سیعودون الى افعالهم الشنیعه مره اخرى لأنهم ماضون فی حربهم على الإسلام وعلى الفطره الإسلامیه و(مصرّون) على تنفیذ مشاریعهم الشیطانیه التی تزید إلهاء الناس وتحویلهم الى قطیع من الحیوانات لا تفقه من الحیاه إلا تلبیه غرائزها وشهواتها لیبقى مصیر البشریه فی قبضتهم، لذا فإنهم عندما یهاجمون القرآن الکریم وینتهکون حرمته لأنهم یعلمون بأن فی القران ما یوقظ البشر وینبههم من غفلتهم ویهدیهم الى المبادئ السامیه حیث یعتمده المسلمون دستوراً لهم .. ومن جانب آخر فإنهم (أی الاعداء) حینما یعادون رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم) واهل بیته (علیهم السلام) ویفرقون الناس عنهم لأنهم الذین یُترجمون القرآن الى واقع عملی.
وأشار سماحتُهُ الى ان حماقه اعداء الإسلام بالرغم من خبثهم ومکرهم تجعلهم سبباً من حیث لا یریدون ولا یعلمون الى إظهار وتثبیت أی قضیه بزیاده الطرق علیها للنیل منها وتوهینها، کما ان ذلک یدفع المؤمنین الى ترسیخها والدفاع عنها وإجابه الشبهات المثاره علیها.. مستشهداً بمحاولاتهم طمس الهویه الإسلامیه وإسقاط الحجاب ونشر الرذیله من خلال الترویج للإلحاد والشذوذ الجنسی وزواج المثلیین، فانقلب مکرهم علیهم بالضد وزاد تمسک المسلمین بهویتهم وایمانهم بلطف الله تعالى.
کما دعا سماحتُهُ لأن یکون الرد الحقیقی لإساءات الاعداء الذی یجعلهم یندمون على فعلتهن من خلال أمرین وهما: إقامه الدین (دین الاسلام) ووحده الأمه، لأنهما الغرض الأسمى للقرآن الکریم بل لکل الشرائع السماویه قال تعالى (شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْکَ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسى وَ عِیسى أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ) (الشورى:١٣)
وبیّن سماحتُهُ الرابط الوثیق بین القران والامامه التی صرح بها النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله وسلم) فی یوم الغدیر، فبالولایه حُفِظ القرآن الکریم من التحریف والتأویل وضَمِن دیمومه بقاءه الى نهایه الدنیا.
وتأسّف سماحتُهُ لما یقوم به بعض المسلمین من منکرات وعدّها أشد إساءه إلى القرآن الکریم وأقسى إیلاماً لقلب النبی الأکرم (صلى الله علیه واله) من حرق المصحف هنا أو نشر صور مسیئه هناک، وهو ما یشکو منه النبی (صلى الله علیه واله) بنصّ قوله تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ یَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (الفرقان :۳۰)، ومن مصادیقها.. وضع الانظمه والقوانین المخالفه للقران والحکم بغیر ما انزل الله تعالى، والإثراء بغیر حق على حساب قوت الشعب وحرمانه من حقوقه، أو نشر بؤر الفساد الأخلاقی کمحلات الخمور والملاهی وحفلات المجون، وظهور النساء متبرجات أمام الرجال الأجانب، وترک الصلاه وغیر ذلک، فضلاً عن إراقه الدماء وانتهاک الأعراض وتعطیل مصالح الناس من أجل أطماع شخصیه أو تعصباً لجهه معینه