المرجع الیعقوبی : التمهید الحقیقی مقترن بالقیام بنهضه واسعه ومقابله أنواع الغزو بمواجهه أستباقیه وتحویل الأهداف الى مشاریع عمل
بسمه تعالى
الأربعاء ۱۳ صفر ۱۴۴۵
الموافق ۳۰-۸-۲۰۲۳
أکّد سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) على ان التمهید الحقیقی لظهور بقیه الله الأعظم (عجل الله تعالى فرجه) منوط بالقیام بنهضه واسعه وبإشغال ساحات العمل وسد مواطن الاحتیاج المعرفی الذی یعانی منه أبناء الإسلام فی کل بقاع المعموره , وتحویل الأهداف الى برامج عمل لتنفیذها بأسرع وقت ممکن.
خلال أحادیثه وکلماته مع مجامیع من الزوار من مختلف دول العالم فی أیام عدیده فی مکتبه فی النجف الاشرف.
وفی ذات السیاق أشار سماحتُهُ الى ضروره توثیق عرى الترابط الایمانی وتقویه الأواصر الأخویّه وتفهّم الاختلاف فی وجهات النظر بین العاملین فی هذه المیادین والابتعاد عن التقاطع والتباغض والتنازع قبل المبادره الى العمل فإننا اذا کنّا نرجو وندعو لتقریب الظهور المیمون للأمام (علیه السلام) فإن التمهید یرتکز على تهیئه الأجواء لاستقبال الدوله المبارکه وبناء الانسان على أسس دینیه صحیحه لیفهم الإسلام ویعیش فی ظل مبادئه وأهدافه ویتمثلها فی حیاته حینئذٍ یکون کمن عاش الفرج والظهور الحقیقیین لانهما ینبعان من داخل نفس الانسان فیتحقق الغرض والنتیجه المرجوّه.
وبیّن سماحتُهُ ان المعانی الوارده فی الأحادیث الشریفه تشیر بوضوح الى معوقات اقتراب الفرج او مُبعّدات الفرج وأحدها هو ما تمت الإشاره الیه من التنازع والتقاطع والصراعات والتنافسات بین الموالین والتی مرجعها الى حب الدنیا.
کما أکّد سماحتُهُ على أهمیه تحصین المجتمع (وخاصه شریحه الشباب) ببناء العقیده الصحیحه والثقافه الإسلامیه السلیمه وبرؤیه معاصره وبأسالیب حدیثه شکلاً ومضموناً تتناسب مع أنماط التحدیات الفکریه والأخلاقیه التی تهاجم مجتمعاتنا المسلمه باستمرار وموجات الغزو الثقافی.
ودعا سماحتُهُ الحوزات العلمیه والجامعات الاکادیمیه والمراکز والمؤسسات العلمیه والفکریه والثقافیه الى القیام بمسؤولیاتها واستنفار الجهود وحشد الطاقات والامکانیات ووضع الخطط والبرامج العملیه وفقاً للرؤیه المعاصره والمتغیرات الإقلیمیه والدولیه المتسارعه وتحدید المنطلقات ورسم مسارات العمل لتغطیه کل مواطن الاحتیاج الدینی والفکری والعقائدی والثقافی والاهتمام بالتبلیغ والإرشاد فی داخل البلاد الاسلامیه وخارجها فلازال شبابنا متعطشین ینتظرون منا الالتفات لهم والنظر فی مشاکلهم وتقدیم الحلول لهم کل بحسبه… وهذه الخطوه هی التی فیها نصره حقیقیه للإمام (علیه السلام) وفیها تعجیل لظهوره المبارک.
وتسائل سماحتُهُ مستغرباً.. من أولى من المرجعیات الدینیه والحوزات العلمیه بالاستجابه لهذه المناشدات وسد هذا الفراغ؟
وفی نهایه حدیثه شدّد سماحتُهُ على ضروره تضافر الجهود لأجل عکس اتجاه المواجهه مع العدو ، فلا ننتظر ما یُصدِّرون إلینا من موجات الانحراف والتحلّل والثقافات الدخیله علینا، والا.. سوف ننهزم ونخسر الکثیر، ولابد من وضع برامج _ کما تقدم _ وفق رؤیه تلبّی الحاجه وتکون بمستوى الطموح لکی نحمی عقائد أبنائنا، وأخذ زمام المبادره بأیدینا ومهاجمه العدو وضرب معاقله الفکریه وتهدید البنى التحتیه لبنائه الاخلاقی المتداعی، وکَشف زیف الشعارات واللافتات المخادعه التی یُسوّقونها , وان لا نستسلم للغزو ،ونکون بموقف المدافع، مشیراً الى ان المقصود بالغزو لا یختصّ بغزو القتال بل یشمل الغزو الفکری والأخلاقی والاقتصادی! وکل أنواع الغزو، مستشهدا بقول الإمام أمیر المؤمنین (علیه السلام) (فَوَ اللَّهِ مَا غُزِیَ قَوْمٌ قَطُّ فِی عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا) .