الاحتفاء الواعی بمرور ۱۵۰۰ عام على مولد سید الکائنات (ص) من المصادیق التی یفرح بها المعصومون (ع)
الاحتفاء الواعی بمرور ۱۵۰۰ عام على مولد سید الکائنات (ص) من المصادیق التی یفرح بها المعصومون (ع)
بسمه تعالى
٧ ربیع الأول ١۴۴٧
السبت ٣٠/٨/٢٠٢۵
دعا سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) المؤمنین إلى إیلاء المزید من الاهتمام والعنایه بالمناسبات الساره والمفرحه لأهل البیت (علیهم السلام) واستثمارها فی أبواب الطاعه واستجلاء مضامینها ومعرفه أبعادها واحیائها إحیاءً حقیقیاً، واستلهام الدروس والعبر منها، وعدم الاقتصار على الاحتفاء بالمناسبات الحزینه فقط، لأننا مأمورون باغتنام فرص الخیر والطاعه، قال تعالى {فَاسْتَبِقُوا الْخَیْرَاتِ} (البقره:۱۴۸) وجاء فی الحدیث الشریف (یفرحون لفرحنا ویحزنون لحزننا).
جاء ذلک فی کلمه ألقاها سماحتهُ فی جمع من طلبه العلم ومن خدمه المواکب الحسینیه والمؤمنین الذین وفدوا من محافظه میسان بمکتبه فی النجف الاشرف.
وأوضح سماحتُهُ إن أحیاء مناسبات المعصومین (علیهم السلام) المفرحه والمحزنه لا یقتصر على الطرق المتعارفه من مظاهر السرور أو العزاء وإن کانت مبارکه ومُتقبله بلطف الله تعالى، فهی شکل من أشکال الولاء والمحبه لهم (علیهم السلام) بل المطلوب منا أکثر من ذلک، وهو تحری ما یحزن أئمتنا لکی نبتعد عن القیام به ونتجنبه ومعرفه ما یفرحهم (سلام الله علیهم) لنبادر له.
وطرح سماحتُهُ تساؤلاً وأجاب عنه فی سیاق واحد، ومفاده، ما الذی یفرح ائمتنا وما الذی یحزنهم (سلام الله علیهم)؟
ومن دون شک أن ما یفرحهم هو انتشار مظاهر طاعه الله تعالى فی کل مکان والتزام الناس بها وجذبهم إلیها وإن ما یحزنهم (علیهم السلام) هو معصیه الله بکل أشکالها وصورها الفردیه والمجموعیه.
منها قرب حلول ذکرى مولد سید الکائنات وخاتم المرسلین وأعظمهم نبینا محمد بن عبدالله (صلى الله علیه وآله) خاصه وإنها تؤرخ لمرور خمسه عشر قرناً على میلاده المبارک، وهذه المناسبه العظیمه التی عمت برکتها البشریه جمعاء ینبغی أن نحییها بما یلیق بها وبما تختزنه من المعانی العظیمه، إذا أنها تعنی خمسه عشر قرن من الهدایه، وخمسه عشر قرن من إنقاذ البشریه من مخالب شیاطین الإنس والجن، وإخراجهم من الظلمات إلى النور قال تعالى { {هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ} (التوبه : ۳۳)، خمسه عشر قرن من المحبه بین الناس، قال تعالى { إِنَّ الَّذِینَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مریم:۹۶] ..
هذه المحبه التی أستشعرها المؤمنون أیام زیاره الأربعین المبارکه، حینما کانوا یخدمون زوار الإمام الحسین (علیه السلام) من مختلف الأقوام الجنسیات من دون فرق او حاجز.
کما استشهد سماحتُهُ بیوم عید الغدیر أعظم أعیاد الإسلام، وقد ورد فی الحدیث الشریف (بنی الاسلام على خمس: على الصلاه والزکاه والصوم والحج والولایه ولم یناد بشیء کما نودی بالولایه) ولایه أمیر المؤمنین (علیه السلام) وینبغی أن یکون أحیائها بما یناسب مضمونها وأهمیتها فهی لا تقل شأناً عن الاحتفال بزیاره الأربعین المبارکه أو زیاره یوم عاشوراء فکلها مناسبات عظیمه وتمثل مفاصل المهمه فی تاریخنا الإسلامی.