الإکثار من الصلاه على النبی الاکرم محمد واله الطاهرین والجهر بها من موجبات الرحمه والمغفره الإلهیه ومن مظاهر الدفاع ورفع الاساءه عنه (ص)

بسمه تعالى

الإکثار من الصلاه على النبی الاکرم محمد واله الطاهرین والجهر بها من موجبات الرحمه والمغفره الإلهیه ومن مظاهر الدفاع ورفع الاساءه عنه (صلى الله علیه واله وسلّم).

الاربعاء: ۲۱ ربیع الثانی ۱۴۴۴

۱۶/۱۱/۲۰۲۲

أکد المرجع الدینی سماحه الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) على دعواته[۱]السابقه بالمبادره والإسراع لردّ التجاوز والإساءه الى مقام خیر الأنبیاء (علیهم السلام) وخاتمهم والمبعوث بآخر الرسالات السماویه النبی الأکرم محمد بن عبد الله (صلى الله علیه واله وسلم)، باتخاذ الوسائل والسبل الحضاریه المعاصره التی تکفل مواجهه هذه الإساءات المتکرره والتجاسر على المقام المقدس لهذا النبی العظیم (صلى الله علیه واله وسلم)، واوضح  سماحته نموذجاً من هذه الوسائل، وهی الإکثار من الصلاه علیه والإجهار بها، مستشهداً بالآیه الکریمه “إنّ الله وملائکته یصلّون على النبی یا أیها الذین آمنوا صلّوا علیه وسلّموا تسلیماً”(الأحزاب/۵۶)

وقال سماحته (دام ظله) فی المحاضره التفسیریه التی ألقاها على طلبه الحوزه العلمیه فی نهایه الأسبوع الدرسی بمکتبه فی النجف الأشرف: (إنّ الإکثار من الصلاه على النبی واله یمثّل ردّاً على من یسیئون إلیه (صلى الله علیه واله وسلم) حتى فی بعض الدول الإسلامیه مع الأسف التی صار الانتقاص والإساءه من النبی العظیم (صلى الله علیه واله وسلم) عاده عندهم وسلیقه لدیهم. کما أن فیها (أی الصلاه على النبی واله)  تثبیتاً وتوثیقاً وتوطیداً لهذه العلقه والآصره و(العروه الوثقى) بین المعصومین وأتباعهم، فهم یصلّون على نبیّهم ویسلّمون له وعلیه، ورسول الله یقابلهم بالصلاه علیهم والتحیه لهم، “وإذا جاءک الذین یؤمنون بآیاتنا فقل سلام علیکم ” (الأنفال/۵۴) وقوله تعالى “وصلّ علیهم إنّ صلاتک سکناً لهم والله سمیع علیم” (التوبه/۱۰۳) .

وفی ذات السیاق، بیّن سماحته عده دروس مستفاده من تفسیر الآیه الکریمه منها: أنّ الله تعالى بدأ بنفسه بالصلاه على النبی عندما أمر بها. وذکر الملائکه ثم المؤمنین، لغرض المبالغه والتعظیم لمقام النبی وتحبیب الناس فیه (صلى الله علیه واله وسلم)، وإلفات نظر المؤمنین بأنهم بصلاتهم هذه یصطفون مع الملائکه امتثالاً لأمر الله تعالى، کما تضمنت درساً تربویاً وهو أننا إذا أردنا فعل الخیر فلابدّ أن نبدأ بأنفسنا أولاً “ولله المثل الأعلى” (النحل/۶۰).

ومنها ایضاً، منعٌ للغلوّ، ففی ذروه تعلقک بالنبی وانصهارک به وعندما ترید أن تصلی علیه، ادعُ الله أن یصلی علیه، فالتفاتک ینبغی أن یکون الى الله تعالى أولاً.

ولفت سماحته الى أنّ حقیقه الصلاه على النبی لا تتمّ إلا بالصلاه على اله (علیهم السلام)، وهذا متواتر عن الفریقین بعشرات الأحادیث التی تؤکد هذا المعنى، مع الإشاره الى الاستحباب المؤکد بالإجهار بالصلاه على النبی واله لتثبیت الهویه والصدع بالانتماء لهم والتسلیم للقائد الدینی المتمثّل بالنبی (صلى الله علیه واله وسلم)، والأئمه من بعده، وبمن أوصى الأئمه باتّباعهم من بعدهم فی عصر الغیبه.

وتأسّف سماحته لما یطال هذا الوجود المبارک الذی أرسله الله تعالى رحمه لکل العالمین، من حملات تشویه، واستهزاء، وافتراء، والذی یلتحم الکون کلّه (الله وملائکته والمؤمنون) للصلاه علیه والدعاء له، مؤکداً أنّ الجهات والشخصیات التی تتطاول على مقام النبی إنما یحرمون أنفسهم بفعلهم هذا من هذه النعمه العظیمه والرحمه الکبیره، ویطردون أنفسَهم بأنفسِهم من هذا العالم الطیب.. الجمیل. السعید، الذی یلتحم ویمتزج کلّه للصلاه والسلام علیه.

[۱] – الدعوه الى توسیع الاحتفالات بذکرى وفاه رسول الله (صلى الله علیه واله وسلم) – الذی نشر فی صحیفه الصادقین العدد الاربعون بتاریخ ۷ربیع الاول۱۴۲۷ الموافق ۶/۴/۲۰۰۶