أم المؤمنین أم سلمه (رضوان الله تعالى علیها) قدوه الفضائل والولاء

أم المؤمنین أم سلمه (رضوان الله تعالى علیها)

قدوه الفضائل والولاء ([۱])

بسمه تعالى

 

السبت ۲۷/محرم الحرام/۱۴۴۶

الموافق ۳/۸/۲۰۲۴

أکد سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) على إن المرأه تستطیع أن تکون مثالاً وأسوه حسنه للرجال والنساء معاً، کما ضرب الله تعالى مثلاً فی امرأه فرعون ومریم ابنه عمران للذین آمنوا وهو عام یشمل الرجال والنساء معاً، (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِینَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) (وَمَرْیَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ) (التحریم: ١١-١٢)

جاء ذلک خلال کلمه ألقاها بمکتبه فی النجف الأشرف بجمع من المبلّغات المشارکات فی المؤتمر العام الذی أقامه مجمع المبلغات الرسالیات فی العراق.

واستشهد سماحتُهُ بمصداقٍ آخر من النساء والقدوات وهی السیده المبارکه أم المؤمنین أم سلمه (رضوان الله تعالى علیها) زوج النبی (صلى الله علیه واله وسلم) قمه من قمم الإسلام الشامخه فی عصر ولادته واخضرار عوده، بما أتصفت به من الإیمان والتسلیم لله تعالى وللرسول الکریم (صلى الله علیه واله وسلم)، ومکارم الأخلاق والثبات على الحق والتضحیه فی سبیله ومقارعه الظالمین والفاسدین والمنحرفین وطلاب الدنیا، لم تزغ عن الحق ولم تتأثر بهوى أو مطامع أو عصبیه أو ریاء أو سمعه أو جاه، لذلک أحبّها النبی (صلى الله علیه واله وسلم) وآثرها على سائر نسائه بعد السیده الجلیله خدیجه بنت خویلد (رضی الله عنها).

وقد وجد فیها النبی (صلى الله علیه واله وسلم) بعض ما کان یجده فی خدیجه من السکن والإنس وشمائل الزوجه الصالحه التی تسعد زوجها.

وبیّن سماحتُهُ أن من یطلّع على السیره العطره للسیده أم سلمه (رضی الله عنها) ینبهر بها، ویجد فیها الأسوه الحسنهللرجال والنساء معاً، ویعیش معها المراحل المتنوعه التی مرّت بها الدعوه الإسلامیه المبارکه منذ التباشیر الأولى لارتفاع صوت التوحید من المسجد الحرام حینما صدع به النبی الأکرم (صلى الله علیه واله وسلم)، حیث کانت أم سلمه (رضی الله عنها) من اللبنات الأولى فی بناء الإسلام العظیم مع زوجها أبی سلمه، فلذکرهما خصوصیه فی قلوب المؤمنین الرسالیین الذین یتذوقون عصر نزول القرآن والنقله العظیمه التی أحدثها النبی (صلى الله علیه واله وسلم) فی حیاه البشریه، ثم عاشت مرحله المعاناه والاضطهاد والتعذیب من طواغیت قریش مما ألجأتهم إلى الهجره عن مکه إلى الحبشه أولاً، ثم إلى المدینه المنوره حیث عاشت مع النبی (صلى الله علیه واله وسلم) انتصارات الإسلام واتساع رقعته.

إلى أن حصلت الرزیه بوفاه النبی (صلى الله علیه واله وسلم) وانقلاب الأمه على الأعقاب وإزاله الحق عن مستقره، وما تلاه من فتن واضطراب واقتتال واقصاء لولاه الأمر الشرعیین وانتهت بمقتل الإمام الحسین (علیه السلام) وأهل بیته وأصحابه الکرام، وهنا توقف القلب الکبیر للسیده ولم تستطع الحیاه بعده فانتقلت إلى جوار ربها الکریم، وهی فی جمیع تلک المراحل کانت بمستوى المسؤولیه والثبات فی الموضع الذی یریده الله تعالى ورسوله (صلى الله علیه واله وسلم).

واشار سماحتُهُ إلى أن من أوضح جوانب حیاه أم سلمه (رضی الله عنها) ومواقفها هو الولاء لأهل البیت النبوه الطاهرین (صلوات الله علیهم أجمعین) والدفاع عن حقهم والشهاده بما سمعت من رسول الله (صلى الله علیه واله وسلم) فی فضلهم وتقدمهم على الناس أجمعین.

وخلص سماحتُهُ إلى أن وقفه من التأمّل والتحلیل فی سیره السیده أم سلمه (رضی الله عنها) ومواقفها والاحداث التی عاصرتها تمکننا من اکتشاف جمله من الحقائق والدروس المهمه التی تلهم الأجیال جیلا بعد جیل.

هذا وسیصدر قریباً کتاباً لسماحتِهِ یوضح هذه الأمور بالتفصیل ان شاء الله تعالى.


۱] – عنوان لکتاب سیصدر قریبا ان شاء الله تعالى

Add A Knowledge Base Question !

+ = Verify Human or Spambot ?

آخر الأخبار