أسباب التوفیق: الشهید السعید الشیخ حسین السویعدی انموذجاً

بسمه تعالى

أسباب التوفیق: الشهید السعید الشیخ حسین السویعدی انموذجاً

الأحد ۲۹- ذو القعده -۱۴۴۴
الموافق ۱۸ – ۶ – ۲۰۲۳
أکّد سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) على أن بعض الناس- رجالاً ونساءً- یحظون بتوفیق خاص من الله تعالى، وأن هذا التوفیق انما یکون فضلاً من الله تعالى وکرماً یختص به بعض عبادهِ ولیس للإنسان دخل فیه إلا من جهه القیام بالأسباب التی أدت بأصحابها إلى هذا التوفیق. وقال سماحتُهُ: ان فعل هذه الأسباب بأیدینا، لذا یقول فی الدعاء (اللهم إنی أسألک مُوجبات رحمتک) لأن رحمه الله تعالى من أفعاله سبحانه وما نفعله هو استجلابها بفعل موجباتها.
جاء ذلک فی کلمه ألقاها سماحتُهُ (دام ظله) فی جمع من الشباب العاملین فی مدینه القرنه بمکتبهِ فی النجف الاشرف.
وأشار سماحتُهُ إلى إشکالٍ یسوقه البعض مفاده أن عرض سیره المعصومین وأهل بیتهم (علیهم السلام)، لا یمکن الاستشهاد به على هذا التوفیق لأنهم مخصوصون بکرامه من الله تعالى ولا نستطیع أن نکون مثلهم، وجوابه بأنهم (علیهم السلام) بشر مثلنا ولکنهم تمتعوا بإستعدادٍ فائقٍ للتکامل فأتاهم الله تعالى من فضله والله واسع علیم.
وأکد سماحتُهُ (دام ظله) أن التأریخ حافل بمثل هذه الشخصیات التی نالت قدراً عظیماً من التوفیق الإلهی، ودعا الى الوقوف عند سیره هذه الشخصیات والتأمل فیها والتعرف على أسباب توفیقها، فإن فعل الأسباب بأیدینا.
 وکمثالٍ ذکر سماحتُهُ (دام ظله) احدى الشخصیات التی حظیت بتوفیق إلهی عظیم، عاشت معنا هو الشهید السعید الشیخ حسین السویعدی (رضوان الله علیه) الذی کان أول شهید من أئمه الجمعه الذین عینهم السید الشهید الصدر الثانی (قدس سره)، فقد کرّس الشهید نفسه للإسلام ولإعلاء کلمه الله تعالى ونصره أولیائه واصلاح العباد، وکان بحق من فتیان الاسلام الذین نعتز بهم وندعو شبابنا للتأسی بهم.
واشار سماحتُهُ (دام ظله) الى بعض خصاله الحمیده، فقد کان باراً بوالدیه حاضراً فی مساجد الله تعالى ومجالس العزاء للأئمه المعصومین (علیهم السلام)، محباً للناس یؤثر على نفسه ویشتری بمصروفه الیومی بعض الحلویات ویوزعها على الاطفال لیزرع البسمه على وجوههم.
وأستذکر سماحتُهُ (دام ظله) محطات من سیرتهِ العطره ابتداءً من إلتحاقه بالحوزه العلمیه بعد ان وصل الى أسماعه أن السید الشهید الصدر الثانی(قدس سره) شجع الشباب الاکادیمیین على الإلتحاق بالحوزه العلمیه ومروراً بمواظبته على تحصیله العلمی بهمه عالیه حتى وصل الى الدروس العلیا فی الحوزه العلمیه، وهو فی کل ذلک یلتزم بعبادته، ویواظب على صلاه اللیل، تارکاً الغیبه، ساعیاً فی قضاء حوائج الناس، آمراً بالمعروف ناهیاً عن المنکر، صبوراً على البلاء، ففی بعض ایام دراسته فی النجف الاشرف اُخبر بأن زوجته ولدت طفله وقد ماتت الطفله، فاحتسبها عند الله تعالى ومضى الى درسه وقد کان یستثمر عطله نهایه الأسبوع فی التبلیغ والإرشاد وإمامه الصلاه فی بعض مساجد مدینه الصدر فی بغداد.
ولفت سماحتُهُ (دام ظله) الى أن ما تحلى به الشهید الراحل من الإیمان والعمل الصالح والخصال الحمیده کان سبباً واضحاً لإختیاره إماماً لصلاه الجمعه فی منطقه (المعامل/ الباویه) فی بغداد فکان مؤدیاً لواجبه الدینی والرسالی بکل شجاعه وإقدام، وبکل إیمان بدینه ومرجعه وقائده؛ ولأجل ذلک کان هدفاً لطواغیت النظام آنذاک، مشیراً الى ان محاولات بعض محبیه الذین نصحوه بمغادره العراق لحفظ حیاته کان مصیرها الرفض وعدم القبول منه.
 فتعرض الشهید الراحل للاعتقال بعد خمسه اسابیع تقریبا من إقامه صلاه الجمعه والتعذیب القاسی حتى صدور حکم الاعدام علیه ظلماً بتلفیق التهم له، وتم تنفیذ الحکم علیه بعد ثمانیه أشهر تقریباً فکان ذلک مما آلم السید الشهید الصدر (قدس سره) لفقدهِ، فقال فیه کلمات إکبار وثناء.
وفی ختام حدیثه (دام ظله) عن السیره  العطره للشیخ الشهید اضاف سماحتُهُ (دام ظله) ان هذه السیره بکل ما تضمنته من الانجازات والعمل والجهاد کان عمر الشهید الراحل لم یتجاوز السادسه والعشرین، و قد کان إستحضار هذه السیره وفاءً للشهید الراحل وبیاناً لبعض أسباب التوفیق التی کان لها الدور الواضح فی وصوله لهذه المرتبه من التوفیق؛ ولنضعها امام الشباب حتى یتأسوا بهؤلاء الفتیه  الذین{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْکَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْیَهٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (۱۳) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (۱۴)} ( الکهف: ۱۴-۱۳)

 

Add A Knowledge Base Question !

+ = Verify Human or Spambot ?

آخر الأخبار