(ألسنا على الحق) شعار الرسالیین العاملین

‏بسمه تعالى

(ألسنا على الحق) شعار الرسالیین العاملین

الأربعاء ۳۰/ذو الحجه/۱۴۴۴

الموافق ۱۹/۷/۲۰۲۳

‏ ‏دعا سماحه المرجع الدینی الشیخ محمد الیعقوبی (دام ظله) إلى اتخاذ کلمه علی الأکبر أبن الإمام الحسین (علیهم السلام) (ألسنا على الحق) شعاراً یأوی إلیه المؤمنون الرسالیون العاملون مهما واجهتهم من الصعوبات والمشاکل والمثبطات والآلام القاسیه من الأعداء والخصوم.

‏وأکد سماحتُهُ (دام ظله) خلال کلمه ألقاها فی جمعٍ من زوار الإمام أمیر المؤمنین (علیه السلام) بمکتبه فی النجف الاشرف، ‏أن الدروس المستفاده من هذه الکلمات المبارکه کثیره منها:

     أن مبدأ (ألسنا على الحق) والثبات علیه لیس ادعاءات ولقلقه لسان بل أن له حقیقه تظهر على السلوک والأفکار والمواقف ولا یتحقق ذلک إلا بتوفیق الله وتأییده ولا یأتی بالرغبات والتشهی.

‏ولفت سماحتُهُ الى الدعاء الذی علمه الإمام الصادق (علیه السلام) لشیعته وهو (أرنی الحق حقا حتى أتبعه، وأرنی الباطل باطلا حتى أجتنبه) ([۱]) فإنه مجرد العلم بالحق نصف الطریق، وکم من شخص عرف الطریق لکنه لا یتبعه، ولابد من تحقق النصف الآخر وهو حسن التوفیق باتباع.

‏وأوضح سماحتُهُ (دام ظله) إلى الدرس الآخر المستفاد من (السنا على الحق)، وهو من هو المقصود منه بضمیر (نا) فی کلمه السنا مشیرا إلى أن علیاً الأکبر (علیه السلام) یقصد الثله المخلصه التی کانت مع الإمام الحسین (علیه السلام) من أهل بیته وأصحابه الذین استشهدوا بین یدیه، إلا أن هذا الشعار لا یختص بهم بل یشمل الآخرین ممن شملهم الله تعالى بلطف وتأییده، ومن المهم أن نعرف المقصودون بضمیر (نا) ونعرف أوصافهم، ‏ثم بین سماحتُهُ (دام ظله) الاوصاف المشار إلیها:

۱-    الإسلام لقوله تعالى {إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (آل عمران: ۱۹) وقوله تعالى {وَمَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلَامِ دِینًا فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِی الْآخِرَهِ مِنَ الْخَاسِرِینَ} (آل عمران: ۸۵)

۲-    ولایه أمیر المؤمنین (علیه السلام) فإن الحق بصریح قول رسول الله (صلى الله علیه واله) (علی مع الحق والحق مع علی والحق یدور حیثما دار علی) ([۲]) ‏واتِّباع أئمه أهل البیت (علیهم السلام) فمنهم یؤخذ الإسلام المحمدی الأصیل، وهم عدل القرآن الذی أوصى النبی (صلى الله علیه واله) بالتمسک بهما فی حدیث الثقلین المشهور: (إنی تارک فیکم الثقلین کتاب الله وعترتی أهل بیتی وإنهما لن یفترقا حتى یردا علی الحوض) ([۳]).

۳-            الرجوع إلى العلماء الجامعین لشرائط المرجعیه والتقلید فإنهم الحجج المنصبون من قبل الائمه المعصومون (علیهم السلام) ولا تبرأ الذمه بغیر أتباعهم (اللهُمَّ عَرِّفْنِی حُجَّتَکَ فَإِنَّکَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِی حُجَّتَکَ ضَلَلْتُ عَنْ دِینِ)([۴]) وکلما کان العلماء أجمع للصفات التی أکد علیها الأئمه المعصومون (D) کان الاقتراب إلى الحق أکثر، بأن یکونوا حریصین على الأمه مشفقین علیها دؤوبین فی توعیتها وإرشادها وهدایتها إلى ما یصلح دنیاها وآخرتها وأن یبذلوا وسعهم فی خدمتها وقضاء حوائجها ورفع مظلومیتها {حَرِیصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفٌ رَحِیمٌ} (التوبه: ۱۲۸) وأن یکونوا حاذقین فطنین من أهل الحکمه والتدبیر والنظر کما فی الحدیث الشریف: (العالم بزمانه لا تهجم علیه اللوابس)([۵]).


[۱]  – بحار الانوار: ج ٨٣ – ص ١٢٠

[۲]  – بحار الأنوار: ج ٣٨ – ص ٢٩

[۳] -وسائل الشیعه للحر العاملی:۲۷/۳۴.

[۴] _ مفاتیح الجنان: دعاء زمن الغیبه.

[۵] – تحف العقول:۳۵۶.

Add A Knowledge Base Question !

+ = Verify Human or Spambot ?

آخر الأخبار